فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {قل هو الله أحد} دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات أوجب الله له رضوانه ومغفرته».
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي غالب مولى خالد بن عبد الله قال: قال عمر ذات ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي، ولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن سورة الإِخلاص {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن».
وأخرج العقيلي عن رجاء الغنوي قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرار فكأنما قرأ القرآن أجمع».
وأخرج ابن عساكر عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة الغداة ثم لم يتكلم حتى قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات لم يدركه ذلك اليوم ذنب وأجير من الشيطان».
وأخرج الديلمي بسند واه عن البراء بن عازب مرفوعًا: «من قرأ {قل هو الله أحد} مائة بعد صلاة الغداة قبل أن يكلم أحدا رفع له ذلك اليوم عمل خمسين صديقًا».
وأخرج ابن عساكر عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوجه فاطمة دعا بماء فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين كتفيه وعوذه بـ: {قل هو الله أحد} والمعوّذتين.
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: من صلى ركعتين فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} ثلاثين مرة بنى الله له ألف قصر من ذهب في الجنة، ومن قرأها في غير صلاة بنى الله له مائة قصر في الجنة، ومن قرأها في صلاة كان أفضل من ذلك، ومن قرأها إذا دخل إلى أهله أصاب أهله وجيرانه منها خير.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو «أن أبا أيوب كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ قالوا: وهل يستطيع ذلك أحد؟ قال: فإن {قل هو الله أحد} ثلث القرآن، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب فقال: صدق أبو أيوب».
وأخرج ابن الضريس والبزار ومحمد بن نصر والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: بلى {قل هو الله أحد} تعدل بثلث القرآن».
وأخرج أحمد والطبراني وابن السني بسند ضعيف عن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ {قل هو الله أحد} حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصر في الجنة فقال له عمر: إذًا نستكثر يا رسول الله. قال: الله أكثر وأطيب».
وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فلما كان ببعض المنازل صلى بنا صلاة الفجر فقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب و{قل هو الله أحد} وفي الثانية بـ: {قل أعوذ برب الفلق} فلما سلم قال: ما قرأ رجل في صلاة بسورتين أبلغ منهما ولا أفضل».
وأخرج محمد بن نصر والطبراني بسند جيد عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{قل هو الله أحد} تعدل بثلث القرآن».
وأخرج أبو عبيد وأحمد والبخاري في التاريخ والترمذي وحسنه والنسائي وابن الضريس والبيهقي في الشعب عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فلما رأى أنه قد شق عليهم قال: من قرأ {قل هو الله أحد الله الصمد} في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن».
وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقرأ {قل هو الله أحد} فقال: أوجب لهذا الجنة».
وأخرج أبو عبيد وأحمد ومسلم وابن الضريس والنسائي عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن؟ قالوا: نحن أضعف من ذاك. وأعجز، قال: فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فقال: {قل هو الله أحد} ثلث القرآن».
وأخرج مالك وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن الضريس والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري «أنه سمع رجلًا يقرأ {قل هو الله أحد} يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».
وأخرج أحمد والبخاري وابن الضريس عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك؟ فقال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن».
وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: «بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله بـ: {قل هو الله أحد} فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: والذي نفسي بيده إنها لتعدل نصف القرآن أو ثلثه».
وأخرج البيهقي في سننه من طريق أبي سعيد الخدري قال: «أخبرني قتادة بن النعمان أن رجلًا قام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ {قل هو الله أحد} السورة كلها، يرددها لا يزيد عليها، فلما أصبحنا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنها لتعدل ثلث القرآن».
وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي وابن ماجة وابن الضريس عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن».
وأخرج الطبراني في الصغير والبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {قل هو الله أحد} بعد صلاة الصبح اثني عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات، وكان أفضل أهل الأرض يومئذ إذا اتقى».
وأخرج أحمد وابن الضريس والنسائي والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط: «أن رسول الله سئل عن {قل هو الله أحد} قال: ثلث القرآن أو تعدله».
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن المنكدر قال: «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقرأ {قل هو الله أحد} ويرتل فقال له: سل تعط».
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن علي قال: من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرار بعد الفجر وفي لفظ، في دبر الغداة لم يلحق به ذلك اليوم ذنب، وإن جهد الشيطان.
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن ابن عباس قال: من صلى ركعتين بعد العشاء فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة {قل هو الله أحد} بنى الله له قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة.
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى ركعتين بعد عشاء الآخرة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وعشرين مرة {قل هو الله أحد} بنى الله له قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة».
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن ابن عباس قال: من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة غفر الله له ذنوب مائة سنة خمسين مستقبلة وخمسين متأخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} [سورة الفلق] و{قل أعوذ برب الناس} [سورة الناس] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده. يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن عبد الله بن حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «اقرأ {قل هو الله أحد} والمعوّذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاثًا يكفيك من كل شيء».
وأخرج أحمد عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإِنجيل والزبور والفرقان العظيم؟ قلت بلى جعلني الله فداءك، قال: فأقرآني {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعود برب الناس} ثم قال: يا عقبة لا تنساهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن».
وأخرج النسائي وابن مردويه والبزار بسند صحيح عن عبد الله بن أنيس الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال له: «قل، فلم أدر ما أقول، ثم قال: {قل هو الله أحد} ثم قال لي: قل {أعوذ برب الفلق من شر ما خلق} حتى فرغت منها، ثم قال لي: {قل أعوذ برب الناس} حتى فرغت منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا فتعوّذ فما تعوّذ المتعوّذون بمثلهن قط».
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن علي قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض لدغته عقرب فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها، فلما انصرف قال: لعن الله العقرب ما تدع مصليًا ولا غيره أو نبيًا أو غيره. ثم دعا بملح وماء فجعله في إناء، ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين، وفي لفظ فجعل يمسح عليها ويقرأ {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق على عن ابن عباس قال: الصمد السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي قد كمل في غناه، والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس كفو، وليس كمثله شيء.
وأخرج ابن الضريس وأبو الشيخ في العظمة وابن جرير عن كعب قال: إن الله تعالى ذكره أسس السموات السبع والأرضين السبع على هذه السورة {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد} وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في السورة الكريمة:

قال عليه الرحمة:
سورة الإخلاص:
قوله جل ذكره: بسم الله الرحمن الرحيم
{بسم الله} كلمة عزيزة عز لسان ذكرها، وأعز منه قلب عرفها وأعز من هذا روح أحبها، وأعز من هذا سر شهدها.
ليس كل من قصدها وجدها، ولا كل من وجدها بقي معها.
قوله جل ذكره: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}.
لمَّا قال المشر كون: أُنسُبْ لنا ربَّكَ: أنزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}.
فمعنى {هو} أي: الذي سألتُم عنه {هو} الله. ومعنى {أحد} أي: هو أحد.
ويقال: {هو} مبتدأ، {والله} خبره و{أحد} خبرٌ ثانٍ كقولهم: هذا حلوٌ حامض.
{اللَّهُ الصَّمَدُ}.
{الصمد}: السيِّدُ الذي يُصْمَدُ إليه الحوائج، ويُقْصَدَ إليه في المطالب.
ويقال: الكاملُ في استحقاق صفات المدح.
ويرجِّج تحقيقُ قول مَنْ قال: إنه الذي لا جوفَ له إلى أنه وأحد لا (...) في ذاته.
{لَمْ يَلِدْ وَلَم يُولد}.
ليس بوالدٍ ولا مولود.
{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أحد}.
تقديره لم يكن أحد كفوًا له.
و{أحد} أصله وَحْدٌ، ووِحَدٌ ووأحد بمعنًى، وكونه واحدًا: أنه لا قسيمَ له ولا شبيهَ له ولا شريكَ له.
ويقال: السورة بعضها تفسيرٌ لبعض؛ مَنْ هو الله؟ هو الله. مَنْ الله؟ الأحد، مَنْ الأحد؟ الصمد، مَنْ الصمد؟ الذي لم يلد ولم يولد، مَنْ الذي لم يلد ولم يولد؟ الذي لم يكن له كفوًا أحد.
ويقال: كاشَفَ الأسرارَ بقوله: {هو}. وكاشَفَ الأرواحَ بقوله: {الله} وكاشَفَ القلوبَ بقوله: {أحد}. وكاشَفَ نفوسَ المؤمنين بباقي السورة.
ويقال: كاشَفَ الوالهين بقوله: {هو}، والموحَّدين بقوله: {الله} والعارفين بقوله: {أحد} والعلماء بقوله: {الصمد}، والعقلاء بقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولد}. إلى آخره.
ويقال: لمَّا بسطوا لسانَ الذمِّ في الله أمَرَ نبيَّنا بأنْ يَرُدَّ عليهم فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}. أي ذُبَّ عني ما قالوا، فأنت أولى بذلك. وحينما بسطوا لسان الذمِّ في النبيِّ صلى الله عليه وسلم تولَّى الحقُّ الردَّ عليهم. فقال: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [القلم: 1، 2] وقال: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 1 2] أي أنا أذبُّ عنك؛ فأنا أولى بذلك منك.
ويقال: خاطَبَ الذين هم خاص الخواص بقوله: {هو} فاستقلوا، ثم زاد لمن نزل عنهم فقال: {الله}، ثم زاد في البيان لمن نزل عنهم.
فقال: {أحد} ثم لمن نزل عنهم فقال: {الصمد}.
ويقال: الصمدُ الذي ليس عند الخَلْقُ منه إلا الاسم والصفة.
ويقال: الصمدُ الذي تقدَّس عن إحاطةِ عِلْمِ المخلوقِ به وعن إدراك بَصَرهم له، وعن إشرافِ معارفهم عليه.
ويقال: تقدَّسَ بصمديته عن وقوف المعارف عليه.
ويقال: تنَزَّه عن وقوف العقول عليه. اهـ.